عثمان ) رضي الله عنه مَقامَه(4).
• وعنمحمّد بن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمّدَ بن عثمان العَمْري أن يُوصِل لي كتاباًقد سألتُ فيه عن مسائل أشكَلَت علَيّ، فوقع التوقيع بخطّ مولانا صاحب الدار ( وذكرالخبر وفيه خطّ الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرَجَه ):
« وأمّا محمّد بن عثمانالعَمْري ـ رضي الله تعالى عنه وعن أبيه من قبل ـ فإنّه ثقتي، وكتابه كتابي » (5).
وكان مؤتَمَناًأميناً
• حدّث محمّد بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازيأنّه خرج ـ بعد وفاة أبي عمرو ( عثمان بن سعيد العمري ) ـ: والابنُ ـ وقاه الله ـلم يَزَل ثقتَنا في حياة الأب ـ رضي الله عنه وأرضاه ونضّر وجهه ـ يجري عندنامجراه، ويسدّ مَسدَّه، وعن أمرنا يأمر الابن وبه يعمل، تولاّه الله، فانْتَهِ إلىقوله، وعرِّفْه معاملتنا ذلك(6).
وهكذا أجمعت الشيعة علىوثاقته وعدالته واستقامته، وممّا جاء في ذلك: قال أبو العباس: أخبرني هبة الله بنمحمد ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري عن شيوخه قالوا:
لم تزل الشيعةمقيمةً على عدالة عثمان بن سعيد ومحمّد بن عثمان ـ رحمهما الله تعالى ـ إلى أنتُوفّي أبو عمرو عثمان بن سعيد ـ رحمه الله تعالى ـ وغسّله ابنه أبو جعفر محمّد بنعثمان وتولّى القيام به، وجعل الأمر كلَّه مردوداً إليه، والشيعة مجتمعة على عدالتهوثقته وأمانته؛ لِما تقدّم له من النصّ عليه بالأمانة والعدالة، والأمرِ بالرجوعإليه في حياة الإمام الحسن ( العسكريّ ) عليه السّلام وبعد وفاته في حياة أبيهعثمان بن سعيد، لا يُختلَف في عدالته، ولا يُرتاب بأمانته، والتوقيعات تخرج على يدهإلى الشيعة في المهمّات طول حياته بالخطّ الذي كانت تخرج في حياة أبيه عثمان، لايعرف الشيعة في هذا الأمر غيرَه، ولا يُرجَع إلى أحدٍ سواه. وقد نُقلَت عنه دلائلكثيرة، ومعجزات الإمام ظهرت على يده، وأمور أخبرهم بها عنه زادتهم في هذا الأمربصيرة، وهي مشهورة عند الشيعة(7).
أخباره.. وآثاره
• عن عبدالله بن جعفر الحِميرَي: سألت محمّدَ بن عثمان رضي اللهعنه: رأيتَ صاحب هذا الأمر ؟ قال: نعم، وآخِرُ عهدي به عند بيت الله الحرام وهوعليه السّلام يقول: « اللّهمّ أنْجِزْ
لي ما وعدتَني ».
ورأيته متعلّقاً بأستارالكعبة في المُستجار وهو يقول: « اللّهمّ انتَقِمْ لي مِن أعدائك » (
.
• وعنحالة التستّر والكتمان في شأن غيبة المولى صاحب الأمر عليه السّلام.. قال عليّ بنصَدَقة القمّي: خرج إلى محمّد بن عثمان رضي الله عنه ابتداءً مِن غير مسألةلِيُخبِرَ الذين يسألون عن الاسم ( اسم الإمام الحجّة المهديّ صلوات الله عليه ).
« إمّا السكوتُ والجَنّة، وإمّا الكلام والنار! فإنّهم إن وقفوا على الاسمأذاعوه، وإن وقفوا على المكان دَلُّوا عليه(9).
• وقدأخبر محمّد بن عثمان العمريبالأمر الذي لا يقف عليه إلاّ نبيّ أو إمام(10). كما أخبر رضوان الله عليه أنالإمام صاحب الأمر حجّة الله المهديّ صلوات الله عليه لَيحضر موسم الحجّ كلَّ سنة.. يرى الناسَ ويعرفهم، ويَرَونه ولا يعرفونه(11).
وأمّا آثاره وكتبه رضي اللهعنه.. فقد قال ابن نوح: أخبرني أبو نصر هبة الله ابن بنت أمّ كلثوم بنت أبي جعفرقال: كان لأبي جعفر العمريّ محمّد بن عثمان كتبٌ مصنّفة في الفقه، ممّا سَمِعها من: أبي محمّد الحسن ( العسكريّ ) عليه السّلام، ومِن الصاحب عليه السّلام، ومِن أبيهعثمان بن سعيد عن أبي محمّد ( العسكري ) وعن أبيه عليّ بن محمّد ( الهادي ) عليهالسّلام. ذكرت الكبيرة أمّ كلثوم بنت أبي جعفر ( العَمريّ ) رضي الله عنها أنّهاوصلت إلى أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه عند الوصيّة إليه، وكانت فييده.
قال أبو نصر ( هبة الله ): وأظنّها قالت: وصلت بعد ذلك إلى أبي الحسنالسَّمَري ( علي بن محمد ـ السفير الرابع ) ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ(12).
ثمّ الرحيل
بعد مهامٍّجسيمةٍ وخطيرةٍ أدّاها هذا السفير المخلص بكلّ تضحية وأمانةٍ وإخلاص.. كانت وفاتهرضوان الله عليه في التاسع والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة أربعٍ وثلاثمائة أوخمسٍ وثلاثمائة للهجرة النبويّة الشريفة.