رسالة إلى أختي التي لا زلتُ أنتظرها

في هذه الحياة..ثمّة جهاد أشقى من جهاد الوغى.., ثمة نصر أرفع من دحر الأعداء..,ثمّة فخر أرقى من العزّة.., ثمة حرية أسمى من الحرية السمراء

إنها الحرية حيث تتحرر من أصفاد الذنب..من أغلال الفخر والسعادة..بأن تشعري أنك أقوى من الدنيا..لأنّ قلبك لم يهو إليها..لأنّ مظاهرها لم تخدعك..ولم تغرّك..لم تعن لك إلا شجرة تستفيئين ظلالها برهة..ثم ترحلين عنها..حيث يكون العقر الأبدي

أيّ شعور ..بل أي كرامة حين تنتقلين من الظلمة الى النور..من غياهب الجُب الى نور الحقيقة..فتكونين منغمة في قرارة البحر وتظنين أن هناك قمة السعادة..ولكن يداً نورانية تنتشلك الى سفح اليم الذي يحمل في لججه الوالهين الى مراكب الشمس..حيث الإشتغال الأبدي بخمرة العشق المطلق..وتصيرين واحدة من المهاجرين الى الله..حيث دثّرتِ القلب بحجاب العفاف والرّصانة والسّكينة..

لؤلؤة كنت..تائهة في عباب البحر..بين الأمواج..والمراكب..والصيادين..حتى اهتديتِ إلى صدفة التجأتِ اليها..فعجزت خناجر الصيادين عن اقتلاعها

كانت أنفسنا تواقة الى الحقيقة..وما أخطأنا في البحث عنها.. جدّينا فوجدنا الطريق..وكانت لنا على سبيلها آثار..حينها عرفنا أنّ السعادة ليست بالجمال ولا بالجاه....ولا بحفنة من نقود..بل السعادة حين نحب الله تعالى.. نعشقه..ونجهد لفعل ما يرضيه..ونشعر بحبه لنا.. وهديه لنا سبيل النجاة

أبارك لنفسي نعمة الهداية..وأبارك لكنّ أخواتي..حجابكنّ..حصناً منيعاً..سُلّماً يرتقي بنا الى ذروة المجد..بوركت أختاه..ريحانة..ألبستك السماء بردةً من رقّتها ..وحاكت لك الشمس قلادة من ذهب وإبريز..مملكتك قوارير من أطياب الجنّة..إذ ليس في الطهر إلا اشعاعات تشتت الظلام..تنبّه العاشقين عند وقت الصلاة..

يا من نهلتِ من نهج محمد(ص)..من طهر الزهراء(ع)..وإباء حيدر(ع)

الحمد لله الذي جعلنا من محبيه حق الحب..والموالين لأنبيائه والأئمة (ع) حق الموالاة..

قولاً ..وفعلاً..ومسلكاً...