علي الروازق عضو جديد
عدد الرسائل : 12 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 06/07/2008
بطاقة الشخصية الوطن: ما هو قسمك المفضل في المنتدى:
| موضوع: حق التقوى واستمرارية التقوى الإثنين أغسطس 11, 2008 9:22 am | |
| حق التقوى واستمرارية التقوى قال الله تعالى في كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم ]يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[.([1])نحن في هذه الآية الكريمة نلاحظ أمراً بالتقوى ولكن مع شرطين:أولاً: حق تقاته.ثانياً: ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.الشرط الأول: حق التقوى: لم يقل فقط يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، وإنما قال: حقّ تقاته، فهناك إذن للتقوى شكل وإطار، وللتقوى باطن وعمق وحق.القرآن يطلب منا أن نكون من الأتقياء بالمعنى الحقيقي للتقوى وليس بالمعنى الشكلي والظاهري. الناس يصلّون ولكن الصلاة الحقيقية هي تلك التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، التقوى الحقيقية هي التقوى التي ليس معها معصية، ليس معها رياء ليس معها نفاق، ليس معها مخالفة، حق تقاته.والشرط الثاني: هو استمرار التقوى: ]وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[ التقوى المستمرة، التقوى الدائمة، التقوى الأبدية حتى يموت الإنسان، حتى يفارق هذه الدنيا، حتى يرتحل عن الدنيا، يعني ليست التقوى في يوم أو يومين أو شهر أو شهرين أو في شهر رمضان أو في شهر محرم الحرام وإنما التقوى طول العمر، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.نحن اليوم بحاجة إلى حق التقوى وبحاجة إلى التقوى الاستمرارية الدائمة لا نتراجع ولا نتنازل ولا نهن ولا نحزن ولا نضعف وإنما نكون من المتقين حق التقوى. وإلاّ تموتن لا وأنتم مسلمون. هذا المسير مسير المتقين مسير إلى الأبد، مسير طالما كان الإنسان على الأرض، مسير طالما كان المؤمن حياً، مسير التقوى ومسير المتقين في كل المجالات. في المجالات التشريعية، وفي المجالات السياسية، وفي المجالات العائلية، وفي المجالات الأخلاقية. ]اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[.اتقوا الله ما استطعتم:القرآن الكريم يدعونا للتقوى حق التقوى، وهذه مسألة أريد أن أقف عندها قليلاً، يقول الله تعالى: ]يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ[([2]) أي بما يستحقه الله تبارك وتعالى، بما يجب لله تعالى، بما يليق بشأنه، لكن هناك آية ثانية في سورة «التغابن» تقول: ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[.([3])بعض المفسرين تصور أن هناك تضاداً بين الآيتين، فكيف تقول آية في سورة آل عمران: ]اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ[ ثم أية أخرى تخفف الأمر وتقول: ]مَا اسْتَطَعْتُمْ[ يعني بمقدار ما تستطيعون. ومن أجل حلّ مشكلة التضاد اضطر هؤلاء المفسرون للقول بأن الآية الثانية ناسخة للآية الأولى.([4])الحقيقة أن المسألة ليس فيها تضاد، فنحن يجب أن نتقي الله أقصى ما يمكن لنا أن نتقيه، نحن قد لا نبلغ حق التقوى الذي هو شأن الله تعالى واستحقاقه لكن يجب علينا العمل نحو ذلك الهدف البعيد أن نبذل كل جهد المستطيع، يعني ما استطعتم. فهو مثل أن تقول: «يجب عليك الحج» ثم تقول: «يجب عليك أن تسعى كل ما تستطيع من أجل أن تحج»، فلا تضاد بين الجملة الأولى والثانية بل هما في سياق واحد.الله تبارك وتعالى كما قرأنا في دعاء صلاة العيد «أهل التقوى والمغفرة» ويعني أن الله أهل لأن نتقيه ونحذر غضبه وسخطه، لاحظوا الجمال الإلهي فإن الله أهل التقوى وفي نفس الوقت هو أهل المغفرة، إن الله الذي يجب أن نخافهُ يجب أن نرجوه ، نخافهُ أقصى درجات الخوف ونرجوه أقصى درجات الرجاء.إذن يجب أن نتقي الله حق تقاته، ولكن ذلك أمر لا نستطيعه، فعلينا إذن أن نتقِ الله أقصى ما نستطيع وهذا هو قوله ]مَا اسْتَطَعْتُمْ[ فليس هناك تضاد بين الآيتين.ما هو حق التقوى؟جاء عن الإمام الصادق عليه السلام في معنى «حق تقاته»:«أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى».([5])هذا المعنى هو الذي نقرؤه في الدعاء العظيم الوارد بعد زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والذي أوصي أخواني جميعاً بقراءته، حيث نقول فيه: «اللهم اجعل قلوبنا تذكرك ولا تنساك، وتخشاك كأنها تراك».([6])حق الإيمان وحق التقوى:كما تحدث القرآن عن حق التقوى كذلك تحدث عن حق الإيمان، وربما كشف لنا ذلك عن وحدة الأمرين.القرآن الكريم يقول وهو يصف المؤمنين: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ[([7]) هذه مجموعة صفات للمؤمنين:أولاً: إذا ذكر الله خافوا ووجلت قلوبهم، وإذا تلي عليهم القرآن وتليت عليهم آياته زادتهم إيماناً.ثانياً: وعلى ربهم يتوكلون.ثالثاً: يقيمون الصلاة.رابعاً: ومما رزقناهم ينفقون.في هذه الآيات من سورة الأنفال أربع صفات للمؤمنين حق الإيمان.علامة المؤمن:رسول الله ص: سأله أصحابه يوماً:يا رسول الله ما علامة النور الذي يقذفه الله في قلب المؤمن؟ في قوله تعالى: ]أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِْسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ[.([8])قال ص هذا النور له ثلاث علامات: التجافي عن دار الغرور يعني الابتعاد عن الدنيا، والإنابة إلى دار الخلود يعني الاقتراب إلى الآخرة، والاستعداد للموت قبل حلول الفوت.([9]) هذه العلامات هي التي نقرؤها في دعاء الإمام السجاد عليه السلام ونحن في ذكرى شهادته وأوصي المؤمنين والمؤمنات بحفظه وقراءته في الصلاة وبعد الصلاة:«اللهم ارزقني التجافي عن دار الغرور: والإنابة إلى دار الخلود: والاستعداد للموت قبل حلول الفوت».([10]) | |
|
نور المنتظر مراقب عام
عدد الرسائل : 306 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 20/06/2008
بطاقة الشخصية الوطن: بلاد اخرة ما هو قسمك المفضل في المنتدى: الواحات الإسلامية
| موضوع: رد: حق التقوى واستمرارية التقوى الجمعة أغسطس 29, 2008 12:53 pm | |
| | |
|